Tuesday 17 September 2013

رسالة إلى الذي لم يأت بعد ..

عشرة أسابيع أو أقل تفصلنا عن لقاؤنا الأول
بيد أننا لم نفترق لحظة منذ عرفتك
بيننا ذلك الجدار، الا اننا تعلمنها بعد مضي اسابيع كيف نتواصل من خلاله
نسيت شعور الوحدة الذي طالما ارقني ليالٍ طوال من قبل
ارسم وأخطط لحياتنا سوياً ، واقرأ لك رواياتي المفضلة، فتستكين لصوتي واستكين لهدوئك، فنغفو معاً.
درست كل مرحلة مررنا بها بكل دقة ، قرأت الكثير والكثير مما يحكى عنك.
احلم بلمستك.. بضحكتك 
وكلما اشتقت اليك ، والى ان اضمك .. تسمع دقات قلبي الملهوفة فتجيبني بطرقات هادئة مطمئنة، او بحركة رعناء تعلم انها سترسم اوسع ابتسامة ممكنة على شفتي .
قد تقرأ يوما هذه الرسالة، وقد لا تفعل أبداً
ولكن اعلم ان حبي لك لم يكن لأحد من قبلك 
وانك مهما ابتعدت عني، سيظل مكانك دائما بجوار قلبي 
فتسّمع دقاته أينما حللت، لتدلك على طريق الحب

Tuesday 22 January 2013

شيكولاتة !

كنت في قمة تركيزي في محاولة " لركن" سيارتي بشكل مناسب في هذا الشارع الضيق دون أن اتسبب في اغلاقه 
ترك هو اخته الصغيرة ( والتي يكبرها بعام او اثنين على الاكثر حسب تقديري) تواصل تصنيف ما جمعاه من القمامة على الجانب الاخر , واندمج هو في مساعدتي بحركات ايضاحية من يده الصغيرة , ان تقدمي , يمين, يسار , " بسسسس تمام كده يا مدام " 
وابتسم عائدا لأخته دون أن يلتفت 
اغلقت زجاج نافذتي وهممت بالنزول , بشكل عابر التقت عيناي بعينا الصغيرة البراقتين في وجه ملطخ بالسواد , اشرت لها فجائتني على استحياء. 
منحتها قالب شيكولاتة كان معي .. وكان السحر 
ابتسامة لم أكن أتصور انها قادرة على رسمها رغم كل البؤس الذي يحيطها .. طارت نحو أخيها الذي منحني ابتسامة مشابهة
كل هذا الألق.. كل هذا البهاء
كل هذا السحر !! 
لم أتمكن حتى الآن من محو سعادة هذه اللحظة 
يوما ما سأعود لنفس الشارع , ومعي الكثير من الشيكولاتة :)

Tuesday 8 January 2013

وحشة


تحدثني نفسي كل ليلة, ان اتلمس طريقي الي حضنك
أعلم اني لن أجدك
وأن مكانك الخالي سيحرق أحلامي
ولكني لا اتوقف
...
نيران الوحشة في قلبي, لا تطرد برودة غيابك
ولا تزيدني الذكريات إلا أرقاً
وألماً
...

Friday 29 July 2011

إغتراب

لسبب ما , أنت هناك وهم يتناقشون في هذا الأمر أو ذاك ..
في ركن بعيد , تقف منزويا  .. ترقب حركات الشفاه 
لا تعيي, ولا تعبأ .. يجيئون ويذهبون 
وأنت في ركنك, تصغي لموسيقاك 
وتزداد إغترابا . 
 ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يقولون عنها, وحشة تحملها في صدرك 
 حنين لما كان مألوف .. 
أو بحث عن إنتماء مفقود
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في إنتظار شيء ما, تقف هناك , وأمام ناظريك تمر حيوات عدة 
في سيارات فارهة , وأخرى عتيقة .. أو على دراجات بائسة 
ترقب الوجوه الملطخة .. بأصباغ ملونة , أو ببؤس اسود 
لا تبالي , ولا تهتم .. دعهم يمضون 
وانت حيث أنت .. تصغي لموسيقاك
وتزداد إغترابا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تقول عنها , توحد .. تفرد 
أو تميز عن قطيع لا تشبهه في شيء 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فليقولوا , أو تقل 
ستظل أنت أنت .. ترقب الحياة, تصغي لموسيقاك 
وتزداد إغترابا.

Tuesday 26 July 2011

الحقد في قلب كاميناس

بشكل عام, أكن إحتراما عميقا للقصة القصيرة, وخاصة ما كان منها ذو فكرة بسيطة ومركزة .

فكانت " الحقد في قلب كاميناس" قصة من هذا الطراز , من الأدب اليوناني إقرأوا معي للكاتب " ذيموستينيس فوتيراس " الاتي.. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما أقبل الليل, وأوقدت خادمة الكنيسة قناديلها, خرج كاميناس إلى سطح القصر الريفي القديم , ونظر إلى بيت باريا.
كانت أنوار البيت تتلألأ, ومن خلف الستائر المفتوحة انعكست الأضواء خارجا, فبدت الأشجار الداكنة الساكنة, والأرائك الخشبية, وحوض المياه.
قال بصوت خفيض: كادوا يفسدوا علي خططي.. اختبأ في بطن القصر القديم, هكذا كان يسمي أقبيته, ولم يستطع الحارسان اللذان طاراداه أن يعثرا عليه! آه , القصر القديم يحميه. كانت أشباحه أصدقاء له, ولما نزل الحارسان يبحثان عنه, سارعت بإخفاءه, ملقية عليه بردائها السحري. فلم يرياه! جرت الحشرات من حوله وإلى جواره, لكنها كانت كلها اصدقاؤه! هي بدورها ربيبة الظلام, عدوة النهار والنور الوضاح! مثله .. تريد الليل الأسود الستار, الذي يحتوي أعماقه غوامض وغوامض, ويحتضن تلك الأشباح التي تخرج بلا خوف في ظلمته عائدة إلى ديارها المهدمة, الى قصورها التي صارت خرائب وأطلال.
سكنت الريح التي كانت تعصف من قبل بالقصر العتيق وتزلزل جنباته, وتبعث الانين والتنهدات بين ارجائه. كانت ليلة هادئة, لكن هدؤها كان يضطرم بجلبة لا يعرف كنهها, أشبه بهمهمات اشباح هعاشقة أو خرير ينبوع خفي, او اغنية يبعث بها الصمت إلى النجوم!
ما بالهم يفعلون ؟ لابد أنهم يرقصون! الثراء بين أيديهم حرام !
كز على أسنانه.
سيرون الآن ماذا بمقدور فقير تعس أن يفعل! لقد ألبوا عليه الخفراء ورجال الشرطة والقضاء, لكن هل سيكون بإمكانهم أن يوقفوا الأنتقام ؟
وكان الليل كاتم الاسرار ينظر اليه من عليائه بعيونه التي لا تحصى.
.. سوف يتسلق بعد ذلك السور الى النافذة من تلك الناحية التي تنمو فيها اللبلابة اللفاء
ومثلت في مخيلته اللبلابة المتشبثة بالحائط, وتركزت رؤيته على ذلك الموضع الذي تفرقت عنده أغصانها مثل علم مجزوز.
تسلق أحجار الحائط البارزة.. كان يجب أن يروه مثل شيطان يطلع عليهم من هناك. فاضت الأضواء من المصابيح والشموع من الثريات, وأغرقت المكان بانوارها. كانت النساء يدرن ويرقصن بين أحضان الرجال , رافلات في ثيابهن البيضاء, وقد انحسرت ثغورهن الضاحكة عن أسنانهن الناصعة.. دفع النافذة بشدة وقد أمسك بمصراعها الخارجي.. تحطمت النافذة, وانفتحت, ولم يبق من زجاجها سوى كسرة صغيرة علقت بمزلاجها. وفي خضم الجلبة الحادثة صاح:الانتقام ! 
انفض كل شيء. الوصال , والضحك, والمرح, ثم تعالت صيحة اخرى .. النار ! 
سيشعل الديناميت أيضا! لن يفلتوا, كلا, الباب أحكم اغلاقه , والمفاتيح القيت بعيدا, وانتقام التعساء يبدأ.
نزل بسرعة لكن بحذر, وان كان يعرف كل حجر من أحجار السور فقد سبق له أن صقلها مرارا ليكسوها بالطلاء! لن ينجو أحد . ومن جرؤ على الاقتداء به والنزول من حيث نزل هو ينتظره موت اخر.
قفز الى الارض, وجرى يجتبيء وسط الشجر, وقد غلبته نوبة من الضحك أشبه بالبكاء. 
ارتجت الأرض, وانفجر دوي شديد, وتطاير كل شيء في الهواء. ومض وهج لامع, وتصاعد غبار, ودخان أبيض يغطي وجه النجوم...
تم الانتقام 
تساءل كاميناس : وبعد؟ 
أحس فراغا في المضع الذي كانت تشغله الوجوه المكروهة, ومثل وحش أعمته شهوته عاد حقده في أعماقه يفتح ويطبق فكيه الضاريين , نهما متعطشا للدماء! 
كلا , كلاا! لن تتمخض الكراهية التي في قلبه, كراهيته التي لا نهاية لها, فتلد هذا الانتقام القاصر فحسب, أبدا, أبدا, لن يلد الجبل فأرا, ولا النمر نملة
التفت الى القصر القديم وسأله: ايه, أيها القصر العجوز, بم كنت ستنصحني لو قدر لك أن تتكلم ؟
تردد الصدى في أنحاء القصر محاولا أن ينقل اليه ماذا يقول القصر العتيق! أجفل مذعورا. راودته ذكرى قديمة. هكذا كانت أمه تبكي عندما تحل النكبات ببيتهما ! 
اندفع داخلا الى القصر, وأجال بصره فيه. ومن السقف المهدم راى نجوما يخفق نورها, وسمع دبيب حشرات وحفيف أجنحتها. ترى أكان ذلك صوت أمه ! 
صاح قائلا : أماه !! , وصدق ما قاله
كانت الساعات تمر بحلوها ومرها. أما الساعات السوداء مثل بنت خادمة القناديل, فقد خيمت هناك
علقت أنظار كاميناس- وقد اتكأ الى الحائط الخفيض- علقت بالنوافذ التي مازالت مضيئة بالبيت العدو , ارتسم في مخيلته ذلك الذي كان يتمناه, أن يسحقهم, ان يقتلعهم, ثم يبعثون توا, ليعاود سحقهم وتعذيبهم وتلهم من جديد , دون أن يكل أو يكف عن ذلك أبدا, وأن يظل المشهد متصلا على مر العصور.
توقف كاميناس عن أفكاره, وهم بالانصراف, لكن الوقت لم يمهله. كان القصر القديم قد تعب من عبء السنين, وأنهكه صراع الاشباح, فمال وانهارت دعائمه دافنة تحت الانقاض انسانا ضئيلا تأجج في قلبه حقد مهول . 

Saturday 9 July 2011



بالأمس حلمت بك
وافقت ودفء لمستك على كتفي نيران

بالأمس حلمت بك
فأججت ذكرى غطاها طويلا رماد النسيان

بالأمس حلمت بك
أم أن هذا كان نصيبي من حمى الهذيان
!!